التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (123)

قوله تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) بدر مكان بين مكة والمدينة تعرف ببئر ماء منسوبة إلى رجل حفرها يقال له بدر . والمعنى أن الله نصر المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه و سلم يوم بدر ، وكان يوم جمعة السابع عشر من شهر رمضان من سنة اثنتين من الهجرة ، وهو يوم الحسم والفرقان ؛ إذ أعز الله فيه الإسلام والمسلمين وهزم الشرك والمشركين .

قوله : ( وأنتم أذلة ) جملة اسمية في محل نصب على الحال . وإنما كانوا أذلة ؛ لقلة عددهم إذ كانوا ثلاثمائة ، وكان عدوهم يبلغ الألف . يضاف إلى ذلك ضعف الحال وقلة المال والسلاح ، وفي مقابلة ذلك كان المشركون مدججين بالسلاح ومزودين بكل زاد من زاد الدنيا .

قوله : ( فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) يعني اتقوا ربكم بطاعته واجتناب محارمه ونواهيه ، ليكون ذلك منكم شكرا له سبحانه على ما امتن به عليكم من النصر على عدوكم وإظهار دينكم وإعلان شأن الإسلام وعزه مع أنكم كنتم ضعفة تقاتلون عدوا قويا متمكنا متربصا . لا جرم أن ذلك فضل من الله ومنة ، يستوجبان منكم الشكران بالطاعة والانزجار عن المعاصي .