123- { ولقد نصركم الله ببدر وانتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون }
ببدر : بدر اسم لمكان بين مكة والمدينة كانت به الغزوة المعروفة باسمه .
وانتم أذلة : قليلو العدد والعدة .
تشير الآية إلى معركة بدر وكانت يوم الجمعة 17 رمضان سنة 2 ه وهو يوم الفرقان الذي اعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل الشرك واهله هذا مع قلة عدد المسلمين يومئذ فإنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فيهم فارسا وسبعون بعيرا والباقون مشاة ليس معهم من العدد جميع ما يحتاجون إليه وكان العدو يومئذ ما بين التسعمائة إلى الألف في سوابغ الحديد والعدة الكاملة والخيول المسومة 74 فأعز الله رسوله وأظهر وحيه وتنزيله .
وقرية بدر لا تزال إلى الآن في الطريق بين مكة والمدينة وهي اقرب إلى المدينة منها إلى مكة وقد زرت هذه القرية وشاهدت مكان المعركة واستشعرت فضل الله وعونه ومدده الذي أمد به المؤمنين في غزوة بدر فنصرهم على عدوهم مع قلة المسلمين وقلة عدتهم وكثرة عدوهم واستكمال عدته ولو تمت أمور هذه الغزوة بمقاييس القوة والاستعداد دون التوكل على الله لكان النصر لقريش دون المسلمين ولكن النصر جرى على سنة الله من نصر المؤمنين المتقين الصابرين المتوكلين على الله تعالى : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } .
وليس المراد بالذل أنهم كانوا ضعاف النفوس او كانوا راضين بالهوان . . وإنما المراد أنهم كانوا قليلي العدة والعدد فقراء في الأموال وفي وسائل القتال .
قال تعالى في آية أخرى : { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ( التوبة 25 ) .
وقال الإمام احمد عن سماك قال : سمعت عياض الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء وقال عمر إذا كان قتالا فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا أنه قد جاء في كتابهم تستمدوني وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحصن جندا الله عز وجل فاستنصروه فإن محمد صلى الله عليه وسلم قد نصر في بدر في اقل من عدتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني قال فقاتلوهم فهزمناهم أربع فراسخ وأصبنا أموالا كثيرة75 .
فاتقوا الله في الثبات والصبر وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
لعلكم تشكرون . أي لعل الله أن ينعم عليكم بالنصر فتشكروه عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.