بدر في الآية : اسم علم لما بين مكة والمدينة .
سمي بذلك لصفائه ، أو لرؤية البدر فيه لصفائه ، أو لاستدارته .
قيل : وسمي باسم صاحبه بدر بن كلدة .
قيل : بدر بن بجيل بن النضر بن كنانة .
وقيل : اسم قرية بين المدينة والحجاز .
{ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } لمّا أمرهم بالتوكل عليه ذكّرهم بما يوجب التوكل عليه ، وهو ما سنى لهم ويسر من الفتح والنصر يوم بدر ، وهم في حال قلة وذلة ، إذ كان ذلك النصر ثمرة التوكل عليه والثقة به .
والنصر المشار إليه ببدر بالملائكة ، أو بإلقاء الرعب ، أو بكف الحصى التي رمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بإرادة الله لقوله : { وما النصر إلا من عند الله } أقوال .
والجملة من قوله : وأنتم أذلة حال من المفعول في نصركم ، والمعنى : وأنتم أذلة في أعين غيركم ، إذ كانوا أعزة في أنفسهم ، وكانوا بالنسبة إلى عدوهم ، وجميع الكفار في أقطار الأرض عند المتأمل مغلوبين .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد »
وجمع الكثرة ذلان ، فجاء على جمع القلة ليدل أنهم كانوا قليلين .
والذلة التي ظهرت لغيرهم عليهم هي ما كانوا عليه من الضعف وقلة السلاح والمال والمركوب .
خرجوا على النواضح يعتقب النفر على البعير الواحد ، وما كان معهم من الخيل إلا فرس واحد ، ومع عدوهم مائة فرس .
وكان عدد المسلمين ثلاثمائة رجل وثلاثة عشر رجلاً : سبعة وسبعون من المهاجرين وصاحب رايتهم علي بن أبي طالب ، ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار وصاحب رايتهم سعد بن عبادة .
وقيل : ثلاثمائة وستة عشر رجلاً .
وقيل : ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً .
وفي رواية : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً .
وكان عدوهم في حال كثرة زهاء ألف مقاتل .
وقائلة ما بال أسوة عاديا *** تفانت وفيها قلة وخمول
تعيرنا أنا قليل عديدنا *** فقلت لها إن الكرام قليل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا *** عزيز وجار الأكثرين ذليل
والنصر ببدر هو المشهور الذي قتل فيه صناديد قريش ، وعلى يوم بدر انبنى الإسلام .
وكان يوم الجمعة السابع عشر من رمضان لثمانية عشر شهراً من الهجرة .
{ فاتقوا الله لعلكم تشكرون } أمر بالتقوى مطلقاً .
وقيل : في الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجيه الشكر إمّا على الإنعام السابق بالنصر يوم بدر ، أو على الإنعام المرجو أنْ يقع .
فكأنه قيل : لعلكم ينعم عليكم نعمة أخرى فتشكرونها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.