غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (123)

121

{ ولقد نصركم الله ببدر } وإنه ماء بين مكة والمدينة . عن الواقدي أنه اسم لماء بعينه . وعن الشعبي أنه سمي باسم رجل كان ذلك الماء له { وأنتم أذلة } إنما جاء بجمع القلة دون الأذلاء الذي هو للكثرة ليدل على أنهم مع قلة العدد - وهو المراد بذلتهم - كانوا قليلي العدد أيضاً كما مر في تفسير قوله :{ قد كان لكم آية }[ آل عمران :13 ] ولم يعن بالذلة ههنا نقيض العزة لقوله :{ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين }[ المنافقون :8 ] أو لعل المراد أنهم كانوا أذلة في عزم المشركين وفي اعتقادهم لقلة عددهم وسلاحهم كما حكى عنهم " ليخرجن الأعز منها الأذل " أو لعل الصحابة كانوا قد شاهدوا الكفار في مكة في غاية القوة والشوكة ، وإلى هذا الوقت ما اتفق لهم استيلاء على أولئك الكفار فكانت هيبتهم باقية في نفوسهم { فاتقوا الله } وفي الثبات مع رسوله { لعلكم تشكرون } بسبب تقواكم ما أنعم به عليكم من نصره . أو لعل الله ينعم عليكم نعمة أخرى تشكرونها ، فوضع الشكر موضع الإنعام لأنه سبب له

/خ129