السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (123)

{ ولقد نصركم الله ببدر } وهو ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدراً فسمي به وقوله تعالى : { وأنتم أذلة } أي : بقلة العدد والسلاح والمال حال من الضمير .

فإن قيل : قال الله تعالى : { وأنتم أذلة } وقد قال تعالى : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } أجيب : بأنه بمعنى القلة وضعف الحال وقلة السلاح والمال كما مرّ فإن نقيض ذلك العز وهو القوّة والغلبة .

روي أنّ المسلمين كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ولم يكن فيهم إلا فرس واحد وأكثرهم كانوا رجالة وربما كان الجمع منهم يركبون جملاً واحداً والكفار كانوا قريباً من ألف مقاتل ومعهم مائة فرس مع الأسلحة الكثيرة والعدّة الكاملة { فاتقوا الله } في الثبات وعدم المخالفة { لعلكم تشكرون } أي : بتقواكم نعمه التي أنعم بها عليكم من نصرته .