وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم } قال : قريظة ، والنضير أهل الكتاب { وأرضاً لم تطئوها } قال : خيبر . فتحت بعد قريظة .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال : كنا نحدث أنها مكة ، وقال الحسن رضي الله عنه : هي أرض الروم وفارس ، وما فتح عليهم .
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال : يزعمون أنها خيبر ، ولا أحسبها إلا كل أرض فتحها الله على المسلمين ، أو هو فاتحها إلى يوم القيامة .
وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال : كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ، ومن تبعه من كنانة ، وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان ، وطليحة ومن تبعه من بني أسد ، وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم وقريظة ، كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك ، وظاهروا المشركين ، فأنزل الله فيهم { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم } فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح ، فقال حين سرى جبريل عليه السلام : ألا أبشروا ثلاثاً .
فأرسل الله عليهم ، فهتكت القباب ، وكفأت القدور ، ودفنت الرجال ، وقطعت الأوتاد ، فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد ، فأنزل الله { إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها } .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : «خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم ، فأصاب أكحله ، فقطعه ، فدعا الله سعد ، فقال : اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من قريظة ، وبعث الله الريح على المشركين { وكفى الله المؤمنين القتال } ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ، ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأمر بقبة من أدم ، فضربت على سعد رضي الله عنه في المسجد قالت : فجاء جبريل عليه السلام - وإن على ثناياه نقع الغبار - فقال : أو قد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم ، فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته ، وأذن في الناس بالرحيل : أن يخرجوا ، فأتاهم فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة ، فلما اشتد حصرهم ، واشتد البلاء عليهم فقيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ ، فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ، فأتي به على حمار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احكم فيهم فقال : إني أحكم فيهم ؛ أن تقتل مقاتليهم ، وتسبى ذراريهم ، وتقسم أموالهم ، قال : فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله » .
وأخرج البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه قال : أنزل الله في قصة الخندق ، وبني قريظة تسعاً وعشرين آية فاتحتها { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } والله تعالى أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.