إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (27)

{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وديارهم } أي حصونَهم { وأموالهم } نقودَهم وأثاثَهم ومواشيهم . رُوي أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جعلَ عقارَهم للمهاجرينَ دونَ الأنصارِ فقالتِ الأنصارُ في ذلكَ فقالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : «إنَّكم في منازلِكم » فقال عمرُ رضي الله عنه : أَمَا تُخمس كما خمَّستَ يومَ بدرٍ ؟ فقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : «لا . إنَّما جُعلتْ هذه لي طعمةً دونَ النَّاسِ{[664]} » قالُوا : رضينَا بما صنعَ الله ورسولُه { وَأَرْضاً لمْ تَطَئُوهَا } أي أورثَكم في علمِه وتقديرِه أرضاً لم تقبضُوها بعدَ كفارسَ والرُّومِ وقيل : كلُّ أرضٍ تُفتح إلى يومِ القيامةِ وقيل : خيبرُ { وَكَانَ الله على كُلّ شَيْءٍ قَدِيراً } فقد شاهدتُم بعضَ مقدوراتِه في إيراثِ الأراضِي التي تسلَّمتموها فقيسُوا عليها ما عَدَاها .


[664]:لم أجده في الصحاح ولكن ورد حديث "إنما هي أطعمة أطعمتها" أخرجه الدارمي في كتاب الفرائض باب (21).