الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (27)

قوله : " لم تَطؤُوْها " الجملةُ صفةٌ ل " أرضاً " . والعامَّةُ على همزةٍ مضمومةٍ ثم واوٍ ساكنةٍ مضارعَ وَطِئ . وزيد بن علي " تَطُوْها " بواوٍ بعد طاءٍ مفتوحةٍ . ووجهُها : أنها أَبْدَلَ الهمزةَ ألفاً على غيرِ قياسٍ كقولِه :

إنَّ الأُسودَ لَتَهْدا في مَرابِضِها *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فلمَّا أَسْنده للواو التقى ساكنان فَحُذِف أولهما نحو : لم يَرَوْها . وهذا أحسنُ مِنْ أَنْ تقول : ثم أجرى الألفَ المبدَلةَ مِنْ الهمزةِ مُجْرَى الألفِ المتأصِّلةِ فَحَذَفها جزماً ؛ لأنَّ الأحسنَ هناك أَنْ لا تُحْذَفَ اعتداداً بأصلها . واستشهد بعضُهم على الحَذْفِ بقولِ زهير :

جَرِيْءٍ متى يُظْلَمْ يعاقِبْ بظلمِه *** سَريعاً وإن لا يُبْدَ بالظُّلمِ يَظْلِمِ