الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

وأخرج البيهقي في السنن عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة } يعني العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم { يضاعف لها العذاب ضعفين } في الآخرة { وكان ذلك على الله يسيراً } يقول : وكان عذابها عند الله هيناً { ومن يقنت } يعني من يطع منكن الله ورسوله { وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين } في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان ، مكان كل حسنة تكتب عشرين حسنة { واعتدنا لها رزقاً كريماً } يعني حسناً . وهي الجنة .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يضاعف لها العذاب ضعفين } قال : عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { يضاعف لها العذاب ضعفين } قال : يجعل عذابهن ضعفين ، ويجعل على من قذفهن الحد ضعفين .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله { يا نساء النبي . . . } . قال : إن الحجة على الأنبياء أشد منها على الأتباع في الخطيئة ، وإن الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم ، فإن الحجة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن ، فقال : إنه من عصى منكن فإنه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر نساء المؤمنين ، ومن عمل صالحاً فإن الأجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين .