الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلٗا سَلَمٗا لِّرَجُلٍ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (29)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون } قال : الرجل يعبد آلهة شتى . فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الأوثان { ورجلاً سلماً } يعبد إلهاً واحداً ضرب لنفسه مثلاً .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون } قال : هو المشرك تنازعه الشياطين لا يعرفه بعضهم لبعض { ورجلاً سلماً لرجل } قال : هذا المؤمن أخلص لله الدعوة والعبادة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل } قال : آلهة الباطل وإله الحق .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه { شركاء متشاكسون } يعني الصنم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ورجلاً سلماً } قال : ليس لأحد فيه شيء .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها « ورجلاً سلماً لرجل » بغير ألف منصوبة اللام .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي رضي الله عنه قال : قراءة عبد الله بن عمر رضي الله عنه { ورجلاً سلماً لرجل } قال : خالصاً لرجل . فإنما يعني مستسلماً لرجل .