ضرب من أمثال القرآن مثلاً لقبح طريقة أهل الشرك وهو رجل من المماليك قد اشترك { فيه شركاء متشاكسون } أي كلهم يسيء خلقه في استخدامه أو هم مختلفون في ذلك يأمره هذا بشيء وينهاه الآخر عن ذلك الشيء بعينه . والشكاسة سوء الخلق والاختلاف . { ورجلاً سالماً لرجل } أي خالصاً من الشرك . ومن قرأ بغير ألف فعلى حذف المضاف أي ذا سلامة وذا خلوص من الشركة . وقال جار الله : وإنما جعله رجلاً ليكون أفطن لما شقي به أو سعد فإن المرأة والصبي قد يغفلان عن ذلك . قلت : لا ريب أن الرجل أصل في كل باب فجعله مضرب المثل أولى نظيره { وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم } [ النحل : 76 ] ثم استفهم على سبيل الإنكار بقوله { هل يستويان مثلاً } وهو تمييز أي هل يستوي حالاهما وصفتاهما . واقتصر في التمييز على الواحد لقصد الجنس والمراد تجهيل من يجعل المعبود متعدداً ، فليس رضا واحد كطلب رضا جماعة مختلفين . وحاصله يرجع إلى دليل التمانع كما مرّ في قوله
{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } [ الأنبياء : 22 ] وقال أهل العرفان : الشركاء المتشاكسون تجاذب شغل الدنيا وشغل العيال وغير ذلك من الأشغال ، فأين ذلك الرجل ممن ليس له في الدنيا نصيب ولا له في الخلق نسيب وهو عن الآخرة غريب وإلى الله قريب . قوله { الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } كما مرّ في " لقمان "
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.