وقوله سبحانه : { ضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ متشاكسون } ، هَذا مَثَلٌ ضربَه اللَّهُ سبحانه في التوحيدِ ، فَمَثَّلَ تعالى الكافرَ العابِدَ للأوثانِ والشياطينِ بِعَبْدٍ لرِجَالٍ عِدَّةٍ ؛ في أَخْلاَقِهِم شَكَاسَةٌ وَعَدَمُ مُسَامَحَةٍ ؛ فهم لذلك يُعَذِّبُونَ ذلك العَبْدَ بتضايقهم في أوقاتهم ، ويضايِقُون العبدَ في كثْرَةِ العَمَلِ ؛ فهو أبَداً في نَصَبٍ منهم وعناءٍ ، فكذلك عَابِدُ الأوْثَانِ الذي يَعْتَقِدُ أَنَّ ضُرَّهُ ونَفْعَهُ عِنْدَهَا ؛ هو معذَّبُ الفِكْرِ بِهَا وبحراسَةِ حَالِهِ مِنْهَا ، ومتى تَوَهَّمَ أنه أرضى صَنَماً بالذبحِ له في زعمِه ، تَفَكّر فيما يصنعُ معَ الآخرِ ؛ فهو أبداً تَعِبٌ في ضلالٍ ، وكذلك هو المُصَانِعُ للنَّاس المُمْتَحَنُ بخدمةِ الملوكِ ، ومَثَّلَ تَعالى المُؤْمِنَ باللَّهِ وحدَهُ ؛ بعَبْدٍ لرجُلٍ واحدٍ يُكَلِّفُه شُغْلَهُ ؛ فهو يعمله على تُؤدَةٍ وقَدْ سَاسَ مَوْلاَهُ ، فالمولى يَغْفِر زَلَّتهُ ويشكُرُه على إجادةِ عَمَلهِ ، و{ مَثَلاً } مفعولُ ب { ضَرِبَ } و{ رَجُلاً } نَصْبٌ على البَدَلِ و{ متشاكسون } معناه : لا سَمْحَ في أخلاقِهم ؛ بل فيها لَجَاجٌ ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو «سالماً » أي : سالماً من الشّرْكَة ، ثم وَقَفَ تعالى الكفارَ بقوله : { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } ونَصْبُ { مَثَلاً } على التمييز ؛ وهذا التوقيفُ لا يجيبُ عَنْهُ أحدٌ إلاَّ بأنهما لا يستويان ؛ فلذلك عَامَلَتْهُمُ العِبَارَةُ الوجيزةُ على أنهم قد أجابوا ، فقال : { الحمد للَّهِ } أي : على ظهور الحجَّةِ عليكم من أقوالِكم ، وباقي الآية بيِّن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.