قوله ( تعالى ذكره ) : { ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء } – إلى قوله – { بأحسن الذي كانوا يعملون }[ 28-34 ] .
هذا مثل للمؤمن والكافر ، فالكافر يعبد أربابا كثيرة مختلفين من الشياطين والأصنام . فهو بينهم مقسم وجميعهم مشتركون{[58905]} فيه .
والمؤمن يعبد الله وحده لا شرك{[58906]} لأحد فيه ، قد سلم له عبادته فهو سالم من الإشراك .
قال الفراء : متشاكسون : مختلفون{[58907]} : هذا معنى قول قتادة وهو قول ابن عباس{[58908]} ، وقال مجاهد والضحاك هو مثل للحق والباطل{[58909]} ، والشركاء : الأوثان .
قال الزجاج : ضرب هذا المثل لمن وحد الله عز وجل ( ولم يجعل معه شريكا ){[58910]} .
فالذي وحد الله ثله مثل السالم لرجل لا يشركه فيه غيره .
ومثل الذي عبد غير الله مثل صاحب الشركاء المتشاكسين ، أي : المختلفون العسرون{[58911]} .
وحكى المبرد : متشاكسون : متعاسرون ، من شكس يشكُسُ وهو شَكِسٌ ، مثل عَسُرَ يَعْسُرُ فهو عَسِرٌ . يقال : رجل شَكِسُ أي : عسير{[58912]} لا يرضى بالإنصاف{[58913]} .
وقوله : { هل يستويان مثلا } ، أي : هل يستوي من يخدم جماعة هم فيه شركاء قد اختلفت مراداتهم فيلقى من ( التعب والنصب ما لا قوام ){[58914]} له به من غير أن يبلغ رضى الجميع ، أو الذي يخدم واحدا ينازعه فيه منازع ، إذا أطاع{[58915]} عرف موضع طاعته فأكرمه ، وإذا أخطأ صفح له عن خطئه{[58916]} .
فالمعنى : أي هذين أحسن حالا وأروح جسما .
قال ابن عباس : هل يستويان مثلا ، أي : هل يستوي من اختلف فيه ومن لم يختلف فيه{[58917]} .
ثم قال : { الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } أي : الشكر لله{[58918]} كله والحمد كله له{[58919]} دون من سواه ، بل أكثرهم المشركين لا يعلمون الفرق بين من فيه أرباب مشتركون ومن ليس له إلا رب واحد فلجهلهم يعبدون آلهة شتى .
ومعنى : ضرب الله مثلا ( مَثَّلَ الله مثلا ){[58920]} .
وقال ( مثلا ) ولم يقل ( مثلين ) لأنهما كليهما ضربا مثلا واحدا فجرى المثل فيهما بالتوحيد لذلك{[58921]} . كما قال تعالى : { وجعلنا ابن مريم وأمه آية }{[58922]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.