الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن صَدَّ عَنۡهُۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} (55)

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { فمنهم من آمن به } اتبعه { ومنهم من صد عنه } يقول : تركه فلم يتبعه .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال : زرع إبراهيم خليل الرحمن وزرع الناس في تلك السنة ، فهلك زرع الناس وزكا زرع إبراهيم ، واحتاج الناس إليه فكان الناس يأتون إبراهيم فيسألونه منه فقال لهم : من آمن أعطيته ومن أبى منعته . فمنهم من آمن به فأعطاه من الزرع ومنهم من أبى فلم يأخذ منه . فذلك قوله { فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة } ومحمد من آل إبراهيم .

وأخرج ابن الزبير بن بكار في الموقفيات عن ابن عباس أن معاوية قال : يا بني هاشم إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة كما استحقيتم النبوة ، ولا يجتمعان لأحد ، وتزعمون أن لكم ملكا . فقال له ابن عباس : أما قولك أنا نستحق الخلافة بالنبوة ، فإن لم نستحقها بالنبوة فبم نستحقها ؟ ! وأما قولك أن النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما } ؟ فالكتاب النبوة ، والحكمة السنة ، والملك الخلافة ، نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد ، والسنة لنا ولهم جارية ، وأما قولك زعمنا أن لنا ملكا فالزعم في كتاب الله شك ، وكل يشهد أن لنا ملكا لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين ، ولا شهرا إلا ملكنا شهرين ، ولا حولا إلا ملكنا حولين . والله أعلم .