الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن صَدَّ عَنۡهُۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} (55)

والضمير في قولِه : { فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ } : عائدٌ على إبراهيم أو على القرآنِ أو على الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، أو على ما أوتيه إبراهيم عليه السلام . وقرأ الجمهور : " صَدَّ " بفتح الصاد ، وقرأ ابن مسعود وابن عباس وعكرمة " صُدَّ " بضمها . وقرأ أبو رجاء وأبو الجوزاء بكسرها ، وكلتا القراءتين على البناء / للمفعول ، إلاَّ أَنَّ المضاعف الثلاثي كالمعتلِّ العينِ منه ، فيجوزُ في أولِه ثلاثُ لغات : إخلاصُ الضم ، وإخلاصُ الكسر ، والإِشمامُ . و " سعيراً " تمييز ، فإنْ كان بمعنى التهاب واحتراق فلا بُدَّ من حذفِ مضافٍ أي : كفى بسعيرِ جهنم سعيراً ، إلاَّ أَنَّ توقُّدَها والتهابَها ليس إياها ، وإنْ كان بمعنى " مُسْعِر " فلا يَحْتاج إلى حذف .