الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارٗا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (56)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ثوبر عن ابن عمر في قوله { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } قال : إذا احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس .

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف من طريق نافع عن ابن عمر قال : " قرئ عند عمر { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } فقال معاذ : عندي تفسيرها ، تبدل في ساعة مائة مرة . فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال : " تلا رجل عند عمر { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } فقال كعب : عندي تفسير هذه الآية ، قرأتها قبل الإسلام . فقال : هاتها يا كعب ، فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك . قال : إني قرأتها قبل الإسلام { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة . فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال : بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة { كلما نضجت } وأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم ، حتى تفضي النار إلى العظام ويبدلون جلودا غيرها ، يذيقهم الله شديد العذاب ، فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي . أنه بلغه في قول الله { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } قال : يجعل للكافر مائة جلد بين كل جلدين لون من العذاب .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال : سمعنا أنه مكتوب في الكتاب الأول : أن جلد أحدهم أربعون ذراعا ، وسنه سبعون ذراعا ، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه ، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها .

وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة بن اليمان قال : " أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا حذيفة إن في جهنم لسباعا من نار ، وكلابا من نار ، وكلاليب من نار ، وسيوفا من نار ، وأنه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ، ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا ، ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب ، كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال : قال أبو مسعود لأبي هريرة : أتدري كم غلظ جلد الكافر ؟ قال : لا . قال : غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال : غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا . . . وإن ضرس أحدهم لمثل أحد .