الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنفِرُواْ جَمِيعٗا} (71)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله { خذوا حذركم } قال : عدتكم من السلاح .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { فانفروا ثبات } قال : عصبا يعني سرايا متفرقين { أو انفروا جميعا } يعني كلكم .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل { فانفروا ثبات } قال : عشرة فما فوق ذلك . قال وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي وهو يقول :

فأما يوم خشيتنا عليهم *** فتصبح خلينا عصبا ثباتا

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس . في سورة النساء { خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا } عصبا وفرقا . قال : نسخها ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ) ( الأنعام الآية 141 ) الآية .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ثبات } قال : فرقا قليلا .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي { فانفروا ثبات } قال : هي العصبة وهي الثبة { أو انفروا جميعا } مع النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { أو انفروا جميعا } أي إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فليس لأحد أن يتخلف عنه .