قوله : { يا أيها الذين آمنوا } هذا خطاب لخلص المؤمنين ، وأمر لهم بجهاد الكفار ، والخروج في سبيل الله ، والحذر ، والحذر لغتان : كالمثل ، والمثل . قال الفراء : أكثر الكلام الحذر ، والحذر مسموع أيضاً ، يقال : خذ حذرك أي : احذر ، وقيل : معنى الآية : الأمر لهم بأخذ السلاح حذراً ؛ لأن به الحذر . قوله : { فانفروا } نفر ينفر بكسر الفاء نفيراً ، ونفرت الدابة تنفر بضم الفاء نفوراً . والمعنى : انهضوا لقتال العدوّ . أو النفير اسم للقوم الذين ينفرون ، وأصله من النفار ، والنفور ، وهو : الفزع ، ومنه قوله تعالى : { وَلَّوْا على أدبارهم نُفُوراً } [ الإسراء : 46 ] أي : نافرين ، قوله : { ثبَاتٍ } جمع ثبة ، أي : جماعة ، والمعنى : انفروا جماعات متفرقات . قوله : { أَوِ انفروا جَمِيعاً } أي : مجتمعين جيشاً واحداً . ومعنى الآية : الأمر لهم بأن ينفروا على أحد الوصفين ؛ ليكون ذلك أشدّ على عدوّهم ، وليأمنوا من أن يتخطفهم الأعداء ، إذا نفر كل واحد منهم وحده أو نحو ذلك ، وقيل : إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : { انفروا خِفَافًا وَثِقَالاً } [ التوبة : 41 ] وبقوله : { إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذّبْكُمْ } [ التوبة : 39 ] والصحيح أن الآيتين جميعاً محكمتان : إحداهما في الوقت الذي يحتاج فيه إلى نفور الجميع ، والأخرى عند الاكتفاء بنفور البعض دون البعض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.