قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) .
ذلك توجيه من الله لعباده المؤمنين أن يأخذوا حذرهم عند لقاء العدوّ في المعركة حيث الصراع والتقحم الشديدان في حين يشتد فيه القتال المحتدم . وهو حين يستلزم مزيدا من الحرص والعناية الفائقين ومزيدا من التنبيه لمكائد العدوّ كيلا يأخذهم على غرّة فينال منهم نيلا فادحا .
إن الله سبحانه يأمر المؤمنين أن يكونوا على غاية اليقظة والحيطة وأن لا يلهيهم شيء عن المعركة والإعداد لها . وإذا لم يكن المسلمون على هذا النحو من الحذر والانتباه فلسوف يميل العدو عليهم ميلة واحدة ليقوّضهم تقويضا ويدمرهم تدميرا لا رحمة فيه ، علما بأن العدو دائم التربص بالمسلمين ليحس منهم جانب ضعف أو ثغرة أو يدرك فيهم شيئا من غفلة أو لهو فيبادرهم الضرب الصارم القاصم . مع أن المؤمن الحقيقي لا يكون مغفلا أو لاهيا ولا هو بالمتطيش الأرعن أو المختال في خفة وغرور . فتلك حماقة هوجاء يستعلي عليها المؤمن استعلاء . لا ينبغي أن يأخذ المسلمين العجز والتثاقل أو يعميهم اللهو والغفلة وقد علموا أن أعداءهم كثيرون يريدون أن يصطلموهم اصطلاما وليستأصلوا الإسلام من الأرض استئصالا . وهذه حقيقة ماثلة للعيان ما كان ينبغي أن تغيب عن أذهان المسلمين ولو برهة من زمان .
قوله : ( فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) انفروا من النفور أو النفر أو النفار وهو الإسراع للقتال{[787]} . وثُبات مفردها ثبة وهي الجماعة أو العصابة من الناس . والثبات يعني الجماعات المتفرقة . وأصلها من : ثبت الشيء أي جمعته . وجميعا ، أي مجتمعين{[788]} .
يأمر الله المؤمنين أن ينفروا لقتال العدو على الهيئة التي يرونها مناسبة ومثلما تقتضيه حال المعركة . فإما أن يخرجوا جماعة بعد جماعة أو كتيبة بعد كتيبة ، وإما أن يخرجوا مجتمعين بغير تخلف . وذلك أمر يقرره التخطيط للحرب من ذوي الاختصاص من العسكريين أولي الخبرة في القتال . فأولئك يضطلعون بمهام التخطيط للمعركة في حذر ودهاء وبراعة من أجل أن يتحقق لهم النصر وتقهقر قوى الشر والعدوان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.