الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ} (30)

أخرج أحمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : « ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله ، حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } وسأفسرها لك يا علي ، ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا ، فيما كسبت أيديكم ، والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة ، وما عفا الله عنه في الدنيا ، فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه .

وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن البصري رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده ما من خَدْش عودٍ ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر » .

وأخرج عبد بن حميد والترمذي ، عن أبي موسى رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر » وقرأ { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الكفارات وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلي في جسده ، فقال إنا لنبأس لك لما نرى فيك قال : فلا تبتئس لما ترى ؛ وهو بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ، ثم تلا { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } .

وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن الضحاك قال : ما تعلم أحد القرآن ، ثم نسيه ، إلا بذنب يحدثه ، ثم قرأ هذه الآية { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } وقال : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن ؟ .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن العلاء بن بدر رضي الله عنه ، أن رجلاً سأله عن هذه الآية ؟ وقال : قد ذهب بصري وأنا غلام صغير . قال : ذلك بذنوب والديك .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن قتادة رضي الله عنه { وما أصابكم من مصيبة } الآية . قال : ذكر لنا ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : « لا يصيب ابن آدم خدش عود ولا اختلاج عرق إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر » .

وأخرج ابن مردويه ، عن البراء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود ، إلا بما قدمت أيديكم ، وما يعفو الله عنه أكثر » .

وأخرج ابن سعد ، عن ابن أبي مليكة - رضي الله عنه - أن أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما - كانت تصدع ، فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي ، وما يغفره الله أكثر .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } قال : الحدود .