الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ} (39)

أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله : { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال : كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا ، وكانوا إذا قدروا عَفَوْا .

وأخرج عبد بن حميد ، عن منصور قال : سألت إبراهيم عن قوله : { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال : كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم ، فيجترئ الفساق عليهم .

وأخرج النسائي وابن ماجة وابن مردويه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخلت عليّ زينب وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلت عليّ تسبني ، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تنته ، فقال لي : سبيها ، فسببتها حتى جف ريقها في فمها ، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متهلل سروراً .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن علي بن زيد بن جدعان - رضي الله عنه - قال : لم أسمع في الأنصار مثل حديث حدثتني به أم ولد أبي محمد ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنت في البيت ، وعندنا زينب بنت جحش ، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبلت عليه زينب ، فقالت : ما كل واحدة منا عندك إلا على خلابة ، ثم أقبلت عليّ تسبني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولي لها كما تقول لك ، فأقبلت عليها - وكنت أطول وأجود لساناً منها - فقامت .

وأخرج ابن جرير ، عن السدي رضي الله عنه { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال : ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { والذين إذا أصابهم البغي } قال : هذا محمد - صلى الله عليه وسلم - ظُلم وبغي عليه وكذب { هم ينتصرون } قال : ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف .