الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَزَـٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

أخرج ابن المنذر ، عن ابن جرير في قوله : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } قال : ما يكون من الناس في الدنيا مما يصيب بعضهم بعضاً والقصاص .

وأخرج أحمد وابن مردويه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « المستبّان ما قالا من شيء فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم ، ثم قرأ { وجزاء سيئة سيئة مثلها } » .

وأخرج ابن جرير ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } قال : إذا شتمك ، فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن أبي نجيح ، في قوله : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } قال : يقول أخزاه الله ، فيقول أخزاه الله .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي ، ألا ليقم من كان له على الله أجر ، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا ، وذلك قوله { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } » .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من كان له على الله أجر فليقم ، فيقوم عنق كثير ، فيقال لهم : ما أجركم على الله ؟ فيقولون نحن الذين عفونا عمن ظلمنا » وذلك قول الله { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فيقال لهم : « ادخلوا الجنة بإذن الله » .

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا وقف العباد للحساب ينادي منادٍ ليَقُمْ من أجره على الله ؛ فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية ، ليقم من أجره على الله ، قالوا : ومن ذا الذي أجره على الله ؟ قال : العافون عن الناس ، فقام كذا وكذا ألفاً ، فدخلوا الجنة بغير حساب » .

وأخرج البيهقي ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ينادي مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين ، فيقوم من عفا عن أخيه . قال الله { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } » .

وأخرج ابن مردويه ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول مناد من عند الله يقول : أين الذين أجرهم على الله ؟ فيقوم من عفا في الدنيا ، فيقول الله أنتم الذين عفوتم لي ، ثوابكم الجنة » .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ الأرض ، ألا من كان له على الله حق ، فليقم فيقوم من عفا وأصلح .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ينادي مناد يوم القيامة ، لا يقوم اليوم أحد ، إلا من له عند الله يد ، فتقول الخلائق : سبحانك بل لك اليد ، فيقول بلى ، من عفا في الدنيا بعد قدرة » .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قال موسى بن عمران عليه السلام : يا رب ، من أعز عبادك عندك ؟ قال : من إذا قدر عفا » .

وأخرج أحمد وأبو داود ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً شتم أبا بكر رضي الله عنه ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم ، فلما أكثر ، رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام ، فلحقه أبو بكر رضي الله عنه ، فقال يا رسول الله ، كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله ، غضبت وقمت ؟ قال : إنه كان معك ملك يرد عنك ، فلما رددت عليه بعض قوله ، وقع الشيطان ، فلم أكن لأقعد مع الشيطان ، ثم قال : يا أبا بكر ، " نلت من حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة " .