تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

الآية 113 وقوله تعالى : { ولتصغى إليه أفئدة الذين } قيل : ولتميل قلوب { الذين لا يؤمنون } إلى زخرف القول الذي يوافق هواهم ، وكل من ظفر بما يوافق هواه فإنه يرضى به كقوله تعالى : { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها } [ يونس : 7 ] لأنهم لا يؤمنون بالآخرة ، ولا يرجون لقاءه ، وكان همهم هذه الدنيا ، ورضوا بها { واطمأنوا بها } .

ويحتمل قوله تعالى : { ولتصغى إليه } أي إلى الكتاب { أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة } أي ليس [ ميلهم ميل قبول ]{[7641]} منهم ، ولكن ميل طلب الطعن فيه . وهكذا [ كان ميل ]{[7642]} أولئك الكفرة ، وعادتهم طلب الطعن ، والأول أشبه .

ثم إن كان زخرف القول الذي أوحى بعضهم إلى بعض من كبرائهم وعظمائهم فقد أشرك تعالى هؤلاء بأولئك{[7643]} في الكذب الذي كان منهم ؛ كان من الكبراء الدعاء إلى ذلك ، ومن الأتباع الرضا والإجابة ، وكان منهم التزيين والزخرفة ، ومن الأتباع القبول والرضا به ؛ فقد اشتركوا{[7644]} جميعا في ذلك الكذب بالقول{[7645]} الغرور .

وقوله تعالى : { وليقترفوا ما هم مقترفون } اختلف فيه ؛ قال قائلون : قوله تعالى : { وليقترفوا } يعني هؤلاء الأتباع { ما هم مقترفون } أي ليكتسب{[7646]} هؤلاء الأتباع من الكذب ما كان أولئك مكتسبين{[7647]} من الكذب .

وقيل : { وليقترفوا } أولئك المتبوعون من الكذب { ما هم مقترفون } يعني هؤلاء الأتباع مقترفون من القول الغرور والزخرف .

ثم اختلف في الاقتراف ؛ قال بعضهم : الاكتساب : اكتساب كل شيء ، وقال قائلون : الاقتراف ، هو موافقة الذنب والإثم ، والله أعلم .


[7641]:- في الأصل: ميل قبلوهم، في م: ميل قبول
[7642]:- في الأصل وم: كانت.
[7643]:- الباء ساقطة من الأصل وم.
[7644]:- في الأصل وم: اشركوا.
[7645]:- في الأصل وم: كالقول.
[7646]:- في الأصل وم: ليكتسبوا.
[7647]:- في الأصل وم: مكتسبون.