السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

وقوله تعالى :

{ ولتصغى } عطف على غروراً إن جعل علة أي : ولتميل ميلاً قوياً { إليه } أي : الزخرف الباطل { أفئدة } أي : قلوب { الذين لا يؤمنون بالآخرة } أي : ليس في طبعهم الإيمان بها لأنها غيب واهم لبلادتهم واقفون مع وهمهم ولذلك استولت عليهم الدنيا التي هي من أصل الغرور أو متعلق بمحذوف أي : وليكون ذلك جعلنا لكل نبيّ عدواً ، والمعتزلة لما اضطروا فيه قالوا : اللام لام العاقبة وهو قول الزمخشريّ في كشافه إنّ اللام للصيرورة { وليرضوه } أي : الزخرف الباطل لأنفسهم { وليقترفوا } أي : يكتسبوا { ما هم مقترفون } من الآثام فيعاقبوا عليها ونزل لما قال مشركوا قريش للنبيّ صلى الله عليه وسلم اجعل بيننا وبينك حكماً من أحبار اليهود وإن شئت من أساقفة النصارى ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك .