أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : « لما نزلت { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } قال رجل من المسلمين : يا رسول الله لا إله إلا الله حسنة ؟ قال «نعم ، أفضل الحسنات » .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود { من جاء بالحسنة } قال : لا إله إلا الله .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { من جاء بالحسنة } قال : لا إله إلا الله .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة أراه رفعه { من جاء بالحسنة } قال : لا إله إلا الله .
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : نزلت هذه الآية { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وهم يصومون ثلاثة أيام من الشهر ويؤدون عشر أموالهم ، ثم نزلت الفرائض بعد ذلك صوم رمضان والزكاة .
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن حبان عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال « أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أقول : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت . فقلت له : قد قلته يا رسول الله . قال : فإنك لا تستطيع ذلك ، صم وافطر ، ونم وقم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، وذلك كصيام الدهر » .
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من صام ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر ، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } اليوم بعشرة أيام » .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه « عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال : إذا عملت سيئة فاعمل حسنة ، فإنها عشر أمثالها . قلت : يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات ؟ قال : هي أحسن الحسنات » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أنه قال : ما تقولون من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها لمن هي ؟ قلنا للمسلمين . قال : لا والله ما هي إلا للأعراب خاصة ، فأما المهاجرون فسبعمائة .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } قال : إنما هي للأعراب ، ومضعفة للمهاجرين بسبعمائة ضعف .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال : نزلت هذه الآية في الأعراب { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } والأضعاف للمهاجرين . وفي لفظ : فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن ما للمهاجرين ؟ قال : ما هو أفضل من ذلك { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويُؤْتِ من لدنه أجراً عظيماً } [ النساء : 41 ] وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم .
وأخرج أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من اغتسل يوم الجمعة ، واستاك ، ومس من طيب إن كان عنده ، ولبس من أحسن ثيابه ، ثم خرج حتى يأتي المسجد ولم يتخط رقاب الناس ، ثم رجع ما شاء الله أن يركع ، ثم أنصت إذا خرج الإِمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته ، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها ، وكان أبو هريرة يقول : ثلاثة أيام زيادة ، إن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { ومن جاء بالحسنة . . . } الآية . قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول « إذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، وإذا هم بسيئة ثم عملها كتبت له سيئة » .
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه « من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله ، ولا يهلك على الله إلا هالك » .
وأخرج أحمد ومسلم وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يقول الله عز وجل : من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو اغفر ، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً جعلت له مثلها مغفرة ، ومن اقترب إليَّ شبراً اقتربت إليه ذراعاً ، ومن اقترب إلى ذراعاً اقتربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة » .
وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى وقوله الحق : إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة ، وإذا عملها فاكتبوها بعشر أمثالها ، وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، فإن تركها فاكتبوها له حسنة ، ثم قرأ { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } » .
وأخرج أبو يعلى عن أنس « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء ، فإن عملها كتبت عليه سيئة » .
وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله تعالى قال : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « يحضر الجمعة ثلاثة نفر : رجل حضرها يلغو فهو حظه منها ، ورجل حضرها يدعو فإن شاء الله أعطاه وإن شاء منعه ، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ، ولم يتخُط رقبة مسلم ، ولم يؤذ أحداً ، فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله يقول { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } » .
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان يجده ، ثم أتى المسجد فلم يؤذ أحداً ، ولم يتخط أحداً ، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام ، لأن الله تعالى يقول » «الحسنة بعشر أمثالها » .
وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن أبي العاصي قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » «الحسنة بعشر أمثالها » .
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال « أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام الدهر ثلاثة أيام من كل شهر ، فإن الحسنه بعشر أمثالها » .
وأخرج ابن مردويه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله ، يوم بعشرة أيام { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وأخرجه الخطيب عن علي موقوفاً » .
وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله جعل حسنة ابن آدم عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم ، والصوم لي وأنا أجزي به » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن حبان عن ابن عمرو « أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ، ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله دبر كل صلاة عشراً ، ويحمد عشراً ، ويكبر عشراً ، فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ، ويحمد ثلاثاً وثلاثين ، ويسبح ثلاثاً وثلاثين ، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان ، وأيّكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة ؟ » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من عاد مريضاً ، أو أماط أذى عن طريق ، فحسنة بعشر أمثالها » .
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون به بكل حرف منه عشر حسنات ، أما أني لا أقول آلم عشر ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة ، ذلك بأن الله عز وجل يقول { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } .
وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « الناس أربعة والأعمال ستة . فموجبتان ، ومثل بمثل ، وعشرة أضعاف ، وسبعمائة ضعف ، فمن مات كافراً وجبت له النار ، ومن مات مؤمناً وجبت له الجنة ، والعبد يعمل بالسيئة فلا يجزى إلا بمثلها ، والعبد يهم بالحسنة فيكتب له حسنة ، والعبد يعمل بالحسنة فتكتب له عشراً ، والعبد ينفق النفقة في سبيل الله فيضاعف له سبعمائة ضعف ، والناس أربعة : فموسع عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة ، وموسع عليه في الدنيا ومقتر عليه في الآخرة ، ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة ، ومقتر عليه في الدنيا والآخرة » .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل حسنة يعملها العبد المسلم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف » .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها » .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله ليعطي بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ، ثم قرأ { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } » .
وأخرج أبو داود الطيالسي وابن حبان والبيهقي في الشعب عن أبي عثمان قال : كنا مع أبي هريرة في سفر ، فحضر الطعام فبعثنا إلى أبي هريرة ، فجاء الرسول فذكر أنه صائم ، فوضع الطعام ليؤكل ، فجاء أبو هريرة فجعل يأكل ، فنظروا إلى الرجل الذي أرسلوه فقال : ما تنظرون إلي ، قد والله أخبرني أنه صائم ؟ ! قال : صدق ثم قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « صوم شهر الصبر ، وثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر ، فانا صائم في تضعيف الله ومفطر في تخفيفه ، ولفظ ابن حبان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الشهر وقد صمت ثلاثة أيام من كل شهر كله وإني الشهر كله صائم ، ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } » .
وأخرج الطيالسي وأحمد والبيهقي في الشعب عن الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال : كنا على باب معاوية ومعنا أبو ذر فذكر أنا صائم ، فلما دخلنا ووضعت الموائد جهل أبو ذر يأكل ، فنظرت إليه فقال : ما لك ؟ ! قلت : ألم تخبر أنك صائم ؟ قال : بلى أقرأت القرآن ؟ قلت : نعم .
قال : لعلك قرأت المفرد منه ولم تقرأ المضعف { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر حسنة » قال : صوم الدهر يذهب مغلة الصدر . قلت : وما مغلة الصدر ؟ قال : رجز الشيطان .
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أبي أيوب الأنصاري « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر » .
وأخرج أحمد والبيهقي عن جابر بن عبد الله « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها » .
وأخرج البزار والبيهقي عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « صيام شهر بعشرة أشهر ، وستة أيام بعده بشهرين ، فذلك تمام السنة ، يعني رمضان وستة أيام بعده » .
وأخرج ابن ماجة عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } » .
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : كانت أولى خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة « أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن أحدكم ، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالاً وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك ؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم . فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها يُجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إن أحسن الحديث كتاب الله ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وأدخله في الإِسلام بعد الكفر ، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس أنه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبوا من أحب الله ، أحبوا الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله تعالى وذكره ، ولا تقسوا عنه قلوبكم فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال ، ومصطفاه من العباد ، والصالح من الحديث ، ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، واتقوا الله حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، إن الله يغضب أن ينكث عهده ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته » .