قوله : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ( الآية ){[22703]} [ 161 ] .
المعنى : من جاء يوم القيامة من هؤلاء الذين فارقوا{[22704]} دينهم بالتوبة عماهم عليه ، فله – من الجزاء – عشرة أضعاف ما يجب له ، { ومن جاء بالسيئة } أي : ( و ){[22705]} من وافى{[22706]} يوم القيامة – وهو مقيم على مفارقة{[22707]} دينه – فلا يجزى إلا مثل عمله{[22708]} { وهم لا يظلمون } ، وليس معنى{[22709]} { فله{[22710]} عشر أمثالها } : ( عشر أمثال التوبة ) ، إنما المعنى : فله ثواب عشر أمثالها{[22711]} .
وقيل : المعنى : ( فله عشر حسنات أمثالها ){[22712]} ، أي : أمثال الحسنات العشر التي{[22713]} حسنة العامل موازنة{[22714]} لها{[22715]} ، فالهاء في { أمثالها } ترجع على الحسنات المحذوفة ، وفي حذف الهاء من عشر{[22716]} دليل على أن المعنى : فله عشر حسنات أمثال ( حسنة ){[22717]} ، وهو من باب حذف المنعوت وإقامة{[22718]} النعت مقامه إن قدرت الانفصال في ( أمثالها ) ، أي : ( أمثال لها ) ، وإن لم تقدر الانفصال ، فهو من باب حذف المبدل منه وإقامة{[22719]} البدل مقامه{[22720]} .
وقرأ الحسن : ( عَشْرٌ ) منون ، ( مثالُها ) بالرفع{[22721]} على الصفة للعشر{[22722]} . وهي قراءة عيسى بن عمر{[22723]} ويعقوب{[22724]} .
ولكن{[22725]} حذف الهاء من ( عشر ) للحمل على المعنى ، لأن المراد : عشر حسنات{[22726]} . وقيل : الهاء تعود على الحسنة المذكورة{[22727]} .
والمثل المجازى به{[22728]} على الحسنة ، هو معروف عند الله ، لكنه تعالى يجاريه{[22729]} على حسنته{[22730]} ( عشرة أمثال ){[22731]} ذلك القدر – الذي هو معلوم عنده – جزاء على الحسنة فإنما يقع التضعيف على قدر معلوم عنده يجازي{[22732]} به على حسنة ( حسنةً ){[22733]} واحدة{[22734]} .
وقال سفيان وغيره : الحسنة هنا : لا إله إلا الله ، والسيئة : الشرك ، وهو قول مجاهد والقاسم وابن عباس والضحاك والحسن{[22735]} .
وروى قتادة أن النبي عليه السلام كان يقول : " الأعمال ستة{[22736]} : موجبة{[22737]} وموجبة{[22738]} ، ومضْعِفََة ( ومضْعفِة ){[22739]} ومثل ( ومِثْلٌ ){[22740]} ، فأما الموجبة{[22741]} والموجبة{[22742]} : فمن لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار /{[22743]} وأما المُضْعِفة ( والمُضْعفة ){[22744]} : فنفقة الرجل المؤمن في سبيل الله سبع مائة ضعف ، ونفقته على أهل بيته{[22745]} عشر أمثالها . وأما مثل ( ومثل ){[22746]} : فإذا همَّ العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ( واحدة ){[22747]} ، وإذا هم بسيئة فعملها{[22748]} كتبت عليه سيئة{[22749]} " .
وقال أبو سعيد الخدري : هذه الآية للأعراب ، وللمهاجرين{[22750]} سبع مائة ضعف{[22751]} وقال ابن عمر : هذا للإعراب ، وللمهاجرين{[22752]} ما هو أعظم من ذلك{[22753]} .
قال{[22754]} : الربيع{[22755]} : كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر ، ويؤدون عُشر أموالهم فنزلت هذه الآية ، ثم نزلت الفرائض – بعد – بصوم{[22756]} ( رمضان ){[22757]} والزكاة{[22758]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.