تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (160)

التفسير :

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها . . . الآية .

أي : من جاء يوم القيامة بالأعمال الحسنة ، فله عشر حسنات أمثالها في الحسن ، فضلا من الله وكرما . وقد جاء الوعد بسبعين ، وبسبعمائة ، وبغير حساب ولذلك قيل : المراد بذكر العشر : بيان الكثرة لا الحصر في العدد الخاص ( 19 ) .

ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها .

أي : ومن عمل عملا سيئا من شرك وغيره ، فعقابه مماثل لما عمل عدلا .

وهم لا يظلمون . بنقص شيء من ثوابهم أو الزيادة في عقابهم .

روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : يقول الله تعالى : ( إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها ؛ فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ) ( 20 ) .

قال الشوكاني في فتح القدير :

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها . وهذا ما أوجبه الله تعالى على نفسه ، وقد يزيد ، كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ، وورد في بعض الحسنات أن فاعلها يجازى عليها بغير حساب ( 21 ) .

ومن جاء بالسيئة . من الأعمال فلا يجازى إلا مثلها . من دون زيادة عليها ، على قدرها في الخفة والعظم ، فيجزى على سيئة الشرك بخلوده في النار وفاعل المعصية من المسلمين يجازى عليها بمثلها مما ورد تقديره من العقوبات .

وهذا إن لم يثبت ، أما إذا تاب ، وغلبت حسناته سيئاته ، أو تغمده الله برحمته ، وتفضل عليه بمغفرته فلا مجازاة .

وهم . أي : من جاء بالحسنة ومن جاء بالسيئة لا يظلمون . بنقص ثواب حسنات المحسنين ، ولا بزيادة عقوبات المسيئين .