جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ} (98)

{ وهو الذي أنشاكم من نفس واحدة } أي : آدم ، { فمستقر } أي : فلكم مستقر في الأرحام ، { ومُستودع{[1491]} } : في الأصلاب ، أو بالعكس أو في الأرحام ، وعلى ظهر الأرض أو في القبر وفي الدنيا أو في الرحم والقبر أو في الجنة أو النار وفي القبر وهما اسما مكان أو مصدران ، وفي قراءة كسر القاف الأول اسم فاعل ، والثاني اسم المفعول أي : فمنكم قار ومنكم مستودع ، { قد فصّلنا الآيات لقوم يفقهون{[1492]} } ، الفقه : تدقيق النظر ، فهو أليق بالاستدلال بالأنفس لدقته بخلاف الاستدلال بالآفاق ، ففيه ظهور ولهذا قال في الأول : ( لقوم يعلمون ) .


[1491]:والحاصل الآن المستقر، والمستودع حالان يتواردان على الإنسان من الظهر إلى الرحم إلى الدنيا إلى القبر إلى المحشر إلى الجنة أو النار، ففي كل رتبة استقرار بالإضافة إلى ما قبلها استيداع بالإضافة إلى ما بعدها واستقر لازم فلا يبنى منه اسم مفعول/12 وجيز.
[1492]:لما كان الاهتداء بالنجوم، واضحا ختمه بيعملون وكون الإنسان من نفس واحدة وتصريفه في أحوال كثيرة أدق ختمه بيفقهون فإن المفهوم من الفقه دقيق النظر/12 وجيز.