الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (8)

قوله تعالى : { لا ينهاكم الله } الآية .

أخرج الطيالسي وأحمد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في تاريخه والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه «عن عبد الله بن الزبير قال : قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا ضباب وأقط وسمن ، وهي مشركة ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها ، أو تدخلها بيتها ، حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته ، فأنزل الله :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } إلى آخر الآية ، فأمرها أن تقبل هديتها ، وتدخلها بيتها . »

وأخرج البخاري وابن المنذر والنحاس والبيهقي في شعب الإِيمان «عن أسماء بنت أبي بكر قالت : أتتني أمي راغبة وهي مشركة في عهد قريش إذا عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها ؟ فأنزل الله :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } فقال : نعم صلي أمك » .

وأخرج أبو داود في تاريخه وابن المنذر عن قتادة :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } نسختها ، { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [ التوبة : 5 ] .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } قال : أن تستغفروا لهم وتبروهم وتقسطوا إليهم هم الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا .