تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (8)

الآية 8 وقوله تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم } لا يحتمل أن يكون النهي في الإقساط لأن الإقساط ، هو العدل ، وليس ينهى عن العدل إلى من {[21051]} كان وليا أو عدوا .

ألا ترى إلى قوله : { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } ؟ [ المائدة : 8 ]فقد أخبر أنه لا يحل لهم {[21052]} ترك العدل لمكان العداوة . وإذا كان كذلك ثبت المراد من هذا النهي وغيره ، وهو قوله : { أن تبروهم } .

ثم الذي لم ينه عنه خلاف ما نهى في الظاهر لأنه قال : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرهم } .


[21051]:في الأصل و م: ما.
[21052]:في الأصل و م: ما.