الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (8)

ثم قال : { لا ينهاكم/ الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم . . . } {[68208]} الآية {[68209]} [ 8 ] .

قيل : أن هذه الآية إنما هي في الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا ، سمح الله عز وجل {[68210]} للمؤمنين بالمدينة أن يبروهم ويحسنوا إليهم ، فهي مخصوصة محكمة قاله مجاهد {[68211]} . وقيل {[68212]} هي منسوخة بآية السيف ، قاله قتادة وابن زيد {[68213]} .

وقيل : هي مخصوصة في حلفاء بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد من المشركين لم ينقضوه ، وهم خزاعة ، قاله أبو صالح {[68214]} .

وقال الحسن : خزاعة وبنو عبد الحارث بن عبد مناف ، فسمح لهم أن يبروهم ويحسنوا إليهم ، ويفوا لهم بالعهد {[68215]} .

وقيل : الآية عامة محكمة في كل من بينك وبينه قرابة ، جائز بره والإحسان إليه إذا لم يكن في ذلك ضرر على المسلمين وإن كان مشركا ، ولا يجب قتال من لم يقاتلك من الكفار حتى تدعوه إلى الإسلام فإن أبى {[68216]} فاقتله {[68217]} .


[68208]:ع: "ديارهم".
[68209]:ع: بزيادة: {أن تبروهم وتقسطوا إليهم}.
[68210]:ساقط من ع، ج.
[68211]:انظر : جامع البيان 28/43، وتفسير مجاهد 655.
[68212]:ساقط من ع، ج.
[68213]:انظر: الإيضاح 431، وجامع البيان 28/43، والناسخ والمنسوخ لابن العربي، وتفسير القرطبي 18/59، وأحكام ابن العربي 4/1785.
[68214]:انظر : تفسير القرطبي 18/59، وأحكام ابن العربي 4/1785.
[68215]:انظر: أحكام ابن العربي 4/1785 والبحر المحيط 8/255.
[68216]:ع، ج: "أبا".
[68217]:انظر: الإيضاح 432.