الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (8)

وقوله تعالى : { لاَّ ينهاكم الله عَنِ الذين لَمْ يقاتلوكم } الآية : اختلف في هؤلاء الذين لم يَنْهَ عنهم أنْ يُبَرُّوا ، فقيل : أراد المؤمنين التاركين للهجرة ، وقيل : خُزَاعَةَ وقبائلَ من العرب ، كانوا مظاهرين للنبي صلى الله عليه وسلم ومُحِبِّينَ لظهوره ، وقيل : أراد النساءَ والصبيان من الكَفَرَةِ ، وقيل : أراد مِنْ كُفَّارِ قريش مَنْ لم يقاتلْ ولا أخرج ، ولم يُظْهِرْ سُوآ ؛ وعلى أَنَّها في الكفار فالآية منسوخةٌ بالقتال .