إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (8)

{ لاَ ينهاكم الله عَنِ الذين لَمْ يقاتلوكم فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ من دياركم } أي لا ينهاكُم عن البرِّ بهؤلاءِ فإنَّ قولَهُ تعالى : { أَن تَبَرُّوهُمْ } بدلٌ من الموصولِ ، { وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } أي تُفضلوا إليهم بالقسطِ أي العدلِ ، { إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين } أي العادلينَ . رُويَ أنَّ قُتيلةَ بنتَ عبدِ العُزَّى قدمتْ مشركةً على بنتِهَا أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضيَ الله عنهُ بهدايَا فلم تقبلْها ولم تأذنْ لَها بالدخولِ فنزلتْ فأمرَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ تُدخلَها وتقبلَ منْهَا وتُكرمَها وتُحسنَ إليها وقيلَ المرادُ بهم خزاعةُ وكانوا صالحُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على ألا يقاتلُوه ولا يعينوا عليهِ .