الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (4)

قوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم } .

أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والواحدي عن عائشة قالت : ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ، فلذلك أنزل الله تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال : أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين : أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان خلقه القرآن ، أما تقرأ القرآن { وإنك لعلى خلق عظيم } .

وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي الدرداء قال : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه .

وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن شقيق العقيلي قال : أتيت عائشة فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان أحسن الناس خلقاً ، كان خلقه القرآن .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبي عبدالله الجدلي قال : قلت لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : لم يكن فاحشاً ولا متفاحشاً ولا سخاباً في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح .

وأخرج ابن مردويه عن زينب بنت يزيد بن وسق قالت : كنت عند عائشة إذ جاءها نساء أهل الشام ، فقلن يا أم المؤمنين : أخبرينا عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : كان خلقه القرآن وكان أشد الناس حياء من العواتق في خدرها .

وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عطية العوفي في قوله : { وإنك لعلى خلق عظيم } قال : على أدب القرآن .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس { وإنك لعلى خلق عظيم } قال : القرآن .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { وإنك لعلى خلق عظيم } قال : الدين .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك { وإنك لعلى خلق عظيم } قال : الإِسلام .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن ابزى وسعيد بن جبير قالا : على دين عظيم .

وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثابت عن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سنة ما قال لي قط ألا فعلت هذا أو لم فعلت هذا . قال ثابت : فقلت يا أبا حمزة إنه كما قال الله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم } .

وأخرج الخرائطي عن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شيء يوماً من الأيام ، فإن لامني لائم قال : دعوه فإنه لو قضى شيء لكان .

وأخرج ابن سعد عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب ، فجاء يستفتح الباب ، فأبيت أن أفتح له ، فقال : «أقسمت عليك إلا فتحت لي » فقلت له : تذهب إلى أزواجك في ليلتي قال : «ما فعلت ، ولكن وجدت حقناً من بولي » .