الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكۡرٞ مَّكَرۡتُمُوهُ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لِتُخۡرِجُواْ مِنۡهَآ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (123)

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة } إذ التقيتما لتظاهر افتخرجا منها أهلها { لأقطعن أيديكم . . . } الآية : قال قتلهم وقطعهم كما قال .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحق قال : كان من رؤوس السحرة الذين جمع فرعون لموسى فيها بلغني سابور ، وعاذور ، وحطحط ، ومصفى . أربعة هم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله ، فآمنت معهم السحرة جميعاً .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان أول من صلب فرعون ، وهو أول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : لما ألقوا ما في أيديهم من السحر ، ألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ، فتحت فَماً لها مثل الرحى فوضعت مشفرها على الأرض ورفعت المشفر الآخر فاستوعبت كل شيء ألقوه من حبالهم وعصيهم ، ثم جاء إليها فأخذها فصارت عصا كما كانت ، فخرت بنو إسرائيل سجداً وقالوا : آمنا برب موسى وهارون قال { آمنتم له قبل أن آذن لكم } الآية . قال : فكان أول من قطع من خلاف وأول من صلب في الأرض فرعون .