فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكۡرٞ مَّكَرۡتُمُوهُ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لِتُخۡرِجُواْ مِنۡهَآ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (123)

{ قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم } والاستفهام للإنكار والتوبيخ والقرآات هنا أربع كلها سبعية ذكرها السمين ، أنكر فرعون على السحرة إيمانهم بموسى قبل أن يأذن لهم بذلك وقال { إن هذا لمكر مكرتموه } أي حيلة احتلتموها أنتم وموسى على مواطأة بينكم سابقة ، ومعنى { في المدينة } أن هذه الحيلة والمواطأة كانت بينكم وأنتم بمدينة مصر قبل أن تبرزوا أنتم وموسى إلى هذه الصحراء { لتخرجوا منها } أي من مصر { أهلها } من القبط وتستولوا عليها وتسكنوا فيها أنتم وبنو اسرئيل .

هاتان شبهتان ألقاهما إلى أسماع عوام القبط تثبيتا لهم على ما هم عليه وتهييجا لعداوتهم لموسى ، ثم هددهم بقوله { فسوف تعلمون } عاقبة صنعهم هذا وسوء مغبته ليريهم أن له قوة .