الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (179)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ولقد ذرأنا } قال : خلقنا .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن { ولقد ذرأنا لجهنم } قال : خلقنا لجهنم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ ، كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم » .

وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « خلق الله الجن ثلاثة أصناف . صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب . وخلق الله الإِنس ثلاثة أصناف . صنف كالبهائم ، قال الله { لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل } وجنس أجسادهم أجساد بني آدم ، وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ضل الله يوم لا ظل إلا ظله » .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { ولقد ذرأنا لجهنم } قال : لقد خلقنا لجهنم { لهم قلوب لا يفقهون بها } قال : لا يفقهون شيئاً من أمر الآخرة { ولهم أعين لا يبصرون بها } الهدى { ولهم آذان لا يسمعون بها } الحق ، ثم جعلهم كالأنعام ، ثم جعلهم شراً من الأنعام فقال { بل هم أضل } ثم أخبر أنهم الغافلون . والله أعلم .