الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (190)

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله { فجعلا له شركاء } قال : كان شركا في طاعة ، ولم يكن شركا في عباده .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { فجعلا له شركاً } بكسر الشين .

وأخرج عبد بن حميد عن سفيان { جعلا له شركاء } قال : أشركاه في الاسم قال : وكنية إبليس أبو كدوس .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن السدي قال : هذا من الموصل والمفصول قوله { جعلا له شركاء فيما آتاهما } في شأن آدم وحوّاء ، يعني في الأسماء { فتعالى الله عما يشركون } يقول : عما يشرك المشركون ولم يعيِّنهما .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أشرك آدم أن أولها شكر وآخرها مثل ضربه لمن بعده .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { فتعالى الله عما يشركون } هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال : هذه مفصولة أطاعاه في الولد { فتعالى الله عما يشركون } هذه لقوم محمد .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { جعلا له شركاء } قال : كان شركاً في طاعته ولم يكن شركاً في عبادته ، وقال : كان الحسن يقول : هم اليهود والنصارى ، رزقهم الله أولاداً فهوّدوا ونصروا .

وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله { فتعالى الله عما يشركون } قال : يعني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده .

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله { فتعالى الله عما يشركون } قال : هو الانكاف أنكف نفسه يقول : عظم نفسه ، وانكفته الملائكة وما سبح له .