الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا} (10)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يوماً عبوساً } قال : ضيقاً { قمطريراً } قال : طويلاً .

وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { يوماً عبوساً قمطريراً } قال : يقبض ما بين الأبصار » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق ابن عباس قال : القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { يوماً عبوساً قمطريراً } قال : الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول :

ولا يوم الحسار وكان يوماً *** عبوساً في الشدائد قمطريراً

قال : أخبرني عن قوله : { ولا زمهريراً } قال : كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ، ولا البرد . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول :

برهوهة الخلق مثل العتيق *** لم تر شمساً ولا زمهريراً

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { يوماً عبوساً قمطريراً } قال : يوماً تقبض فيه الحياة من شدته .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { يوماً } قال : يوم القيامة { عبوساً } قال : العابس الشفتين { قمطريراً } قال : تقبض الوجوه بالسوء ، وفي لفظ انقباض ما بين عينيه ووجهه .