فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا} (10)

{ إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا } أي نخاف عذاب يوم متصف بهاتين الصفتين ومعنى عبوسا أنه يوم تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته ، فالمعنى أنه ذو عبوس ، قال الفراء وأبو عبيده والمبرد : يوم قمطرير وقماطر إذا كان صعبا شديدا ، قال الأخفش القمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء . قال الكسائي اقمطر اليوم وازمهر إذا كان شديدا صعبا .

وقال مجاهد إن العبوس بالشفتين والقمطرير بالجبهة والحاجبين فجعلهما من صفات اليوم والمتغير في ذلك اليوم بما يراه من الشدائد ، قال أبو عبيدة يقال قمطرير أي منقبض ما بين العينين والحاجبين .

قال الزجاج يقال اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورمت بأنفها ما سبقها من القطر ، وجعل الميم مزيدة .

وقال ابن عباس : عبوسا ضيقا قمطريرا طويلا ، وعن أنس بن مالك " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عبوسا قمطريرا قال يقبض ما بين الأبصار " وقال ابن عباس القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينه ووجهه .