الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا} (7)

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { يوفون بالنذر } قال : كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم ، فسماهم الله الأبرار لذلك ، فقال : { يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً } قال : استطاروا لله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { يوفون بالنذر } قال : إذا نذروا في حق الله .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { يوفون بالنذر } قال : كل نذر في شكر .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطبراني عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرت أن أنحر نفسي ، فشغل النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهب الرجل ، فوجد يريد أن ينحر نفسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الحمد لله الذي جعل في أمتي من يوفي بالنذر ، ويخاف { يوماً كان شره مستطيراً } أهد مائة ناقة » .

وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : لما صَدَرَ النبي صلى الله عليه وسلم بالأسارى عن بدر أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعليّ والزبير وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح ، فقالت الأنصار : قتلناهم في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة ، فأنزل الله فيهم تسع عشرة آية { إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً } إلى قوله : { عيناً فيها تسمى سلسبيلاً } .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كان شره مستطيراً } قال : فاشياً .