الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا} (10)

ثم قال تعالى : ( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا )

أي : إنما نطعمكم رجاء أن [ يؤمننا ] {[72360]} الله عقوبته في يوم شديد تعيس فيه الوجوه من شدة قوله {[72361]} وطول بلائه {[72362]} ، فهو نعت لليوم بمعنى النسب ، كما قال : ( في عيشة راضية ) {[72363]} والقمطرير : الشديد ، ومثله [ القماطر ] {[72364]} وقد اقمطر اليوم [ يقمطر اقمطرارا ] {[72365]} : إذا اشتد {[72366]} بلاؤه ، ومثله يوم عصيب وعصبصب {[72367]} .

قال ابن عباس في قوله : ( يوما عبوسا قمطريرا ) قال : " يعبس الكافر يومئذ حتى يسيل {[72368]} من [ بين ] {[72369]} عينيه عرق مثل القطران " {[72370]} . وقل قتادة : " عبست فيه الوجوه وقبضت ما بين أعينها {[72371]} كراهية لذلك اليوم " {[72372]} ، وهو قول مجاهد {[72373]} . وعن ابن عباس أن العبوس : الضيق ، والقمطرير : الطويل {[72374]} .

وقال ابن زيد : " العبوس : الشر " {[72375]}


[72360]:- هو أبو محمد سالم بن عجلان الأفطس الأموي الحراني مولى محمد ابن مروان، روى عن ابن جبير ونافع مولى ابن عمر، وعنه الثوري والليث، وثقه غير واحد واتهم بالإرجاء. قتله عبد الله بن علي بعران : 132ﻫ انظر: طبقات ابن خياط: 320 وتهذيب التهذيب 3/441-42.
[72361]:- م: يومتا.
[72362]:- أ، ث: من شدته وهو له.
[72363]:- انظر جامع البيان 29/211.
[72364]:- الحاقة 21.
[72365]:- م: القماطبر، ث: المقاطر وفي معنى القمطرير انظر معاني الفراء 3/216 وجامع البيان 29/211 ومفردات الراغب 428 وفي الغريب لابن قتيبة 502: "الصعب الشديد". وفي معاني الزجاج 5/259 "شديدا غليظا".
[72366]:- م: بقمطر اقمطران.
[72367]:- ث: اشد.
[72368]:- انظر الغريب لابن قتيبة 206 عند تفسير قوله تعالى {وقال: هذا يوم عصيب} (هود 77) وجامع البيان 29/211. واللسان (عصب).
[72369]:- ث: تسيل.
[72370]:- م: لبن.
[72371]:- جامع البيان 29/211 وفي ص: 212 عن عكرمة مثله إلا أنه قال بأن العرق يخرج من جباههم.
[72372]:- ث: عينها.
[72373]:- السابق، وأخرجه أيضا بنحوه عن ابن عباس، واعتبر الطبري ص 211 كل ذلك قولا واحدا على أن ما سال من عيني الكافر أو جبهته هو نتيجة لشدة القبض.
[72374]:- انظر جامع البيان 29/212. وتفسير ابن كثير 4/485 والدر 8/372.
[72375]:- جامع البيان 29/212 وزاد: "والقمطرير: الشديد".