جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (4)

{ أولئك هم المؤمنون حقا } : صدق من غير شك ، صفة مصدر محذوف أي : إيمانا حقا ، أو مصدر مؤكد ، بخلاف المنافق ، فإنه لا يدخل في قلبه شيء من ذكر الله تعالى عند الصلوات ، ولا يصدقون بآيات الله تعالى كلما نزلت ، فلا يزداد إيمانهم ، ولا يصلون إذا غابوا عن محضر المسلمين ، ولا يؤدون الزكاة ، فهم ليسوا بمؤمنين حقا ، هكذا فسرها ابن عباس - رضي الله عنهما - ، أو معناها المؤمن الكامل الإيمان من ضم إلى مكارم أعمال قلبه من الخشية عند ذكر الله تعالى من الإخلاص ، واطمئنان النفس ورسوخ اليقين ، ومن التوكل عليه في جميع الأمور ، محاسن أفعال الجوارح ، من الصدقة والصلاة { لهم درجات } : من الجنة { عند ربهم } يرتقونها بأعمالهم لا للمنافقين { ومغفرة } لسيئاتهم { ورزق كريم{[1806]} } : حسن وهو رزق الجنة .


[1806]:لما تقدمت ثلاث صفات: قلبية وبدنية ومالية، رتب عليه ثلاثة أشياء فقوبلت القلبية بالدرجات والرفعة، والبدنية بغفران الذنوب التي ارتكبتها الجوارح، والمالية بالرزق الكريم من مستلذات الجنة/12 وجيز.