{ أولئك } إشارةٌ إلى من ذُكرت صفاتُهم الحميدةُ من حيث أنهم متصفون بها ، وفيه دلالةٌ على أنهم متمِّيزون بذلك عمن عداهم أكملَ تميزٍ منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدةِ ، وما فيه من معنى البُعد للإيذان بعلو رتبتِهم وبُعدِ منزلتِهم في الشرف { هُمُ المؤمنون حَقّاً } لأنهم حققوا إيمانَهم بأن ضمّوا إليه ما فصل من أفاضل الأعمالِ القلبيةِ والقالَبية ، وحقاً صفةٌ لمصدر محذوفٍ ، أي أولئك هم المؤمنون إيماناً حقاً ، أو مصدرٌ مؤكدٌ للجملة أي حقَّ ذلك حقاً كقولك : هو عبدُ الله حقاً { َلهُمْ درجات } من الكرامة والزلفى وقيل : درجاتٌ عاليةٌ في الجنة ، وهو إما جملةٌ مبتدأةٌ مبنيةٌ على سؤال نشأ من تعداد مناقبهم كأنه قيل : ما لهم بمقابلة هذه الخِصالِ ؟ فقيل : لهم كيت وكيت أو خبرٌ ثانٍ لأولئك ، وقوله تعالى : { عِندَ رَبّهِمْ } إما متعلقٌ بمحذوف وقع صفةً لدرجات مؤكدة لما أفاده التنوينُ من الفخامة الذاتيةِ بالفخامة الإضافيةِ أي كائنةٌ عنده تعالى أو بما تعلق به الخبرُ أعني لهم من الاستقرار ، وفي إضافة الظرفِ إلى الرب المضافِ إلى ضميرهم مزيدُ تشريفٍ ولطفٍ لهم وإيذانٌ بأن ما وعد لهم متيقَّنُ الثبوتِ والحصولِ مأمونُ الفواتِ { وَمَغْفِرَةٌ } لما فرَط منهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } لا ينقضي أمدُه ولا ينتهي عددُه وهو ما أعد لهم من نعيم الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.