الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (4)

قوله تعالى : { حَقّاً } : يجوز أن يكونَ صفةً لمصدرٍ محذوف أي : هم المؤمنون إيماناً حقاً . ويجوز أن يكونَ مؤكِّداً لمضمون الجملة كقولك : هو عبد الله حقاً ، والعاملُ فيه على كلا القولين مقدَّرٌ أي : أحقُّه حقاً . ويجوز وهو ضعيف جداً أن يكونَ مؤكِّداً لمضمون الجملة الواقعة بعده وهي " لهم درجات " ويكون الكلامُ قد تمَّ عند قوله " هم المؤمنون " ثم ابتدئ ب " حقاً " لهم درجات " . وهذا إنما يجوز على رأيٍ ضعيف ، أعني تقديمَ المصدرِ المؤكِّد/ لمضمون جملة عليها .

قوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } يجوز أن يكونَ متعلقاً ب " درجات " لأنها بمعنى " أُجُورٌ " ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ لأنها صفةٌ ل " درجات " أي : استقرَّت عند ربهم ، وأن يتعلَّق بما تعلَّق به " لهم " من الاستقرار .