الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (61)

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإن جنحوا للسلم } قال : قريظة .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } قال : نزلت في بني قريظة ، نسختها ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم . . . ) ( محمد الآية 35 ) إلى آخر الآية .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبزي رضي الله عنه " أن النبي كان يقرأ ( وإن جنحوا للسلم } " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وإن جنحوا للسلم } قال : الطاعة .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } قال : إن رضوا فارض .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } يقول : إذا أرادوا الصلح فأرده .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما . أنه قرأ " وإن جنحوا للسلم " يعني بالخفض وهو الصلح .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد رضي الله عنهما أنه قرأ " وإن جنحوا للسلم " يعني بفتح السين يعني الصلح .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } قال : نسختها هذه الآية ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ( التوبة الآية 29 ) إلى قوله ( صاغرون ) .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وإن جنحوا للسلم } أي الصلح { فاجنح لها } قال : كانت قبل براءة ، وكان النبي يوادع الناس إلى أجل ، فإما أن يسلموا وإما أن يقاتلهم ، ثم نسخ ذلك في براءة فقال ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ( التوبة الآية 5 ) وقال : ( قاتلوا المشركين كافة ) ( التوبة الآية 36 ) نبذ إلى كل ذي عهد عهده ، وأمره أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ويسلموا ، وأن لا يقبلوا منهم إلا ذلك وكل عهد كان في هذه السورة وغيرها وكل صلح يصالح به المسلمون المشركين يتواعدون به ، فإن براءة جاءت بنسخ ذلك ، فأمر بقتالهم قبلها على كل حال حتى يقولوا لا إله إلا الله .