الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ} (58)

وأخرج أبو الشيخ عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : دخل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت السلاح وما زلنا في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة ، وأنزل فيهم { وإما تخافن من قوم خيانة } الآية .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإما تخافن من قوم خيانة } قال : قريظة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { وإما تخافن من قوم خيانة . . . } الآية . قال : من عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خفت أن يختانوك ويغدروا فتأتيهم فانبذ إليهم على سواء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال : لا تقاتل عدوك حتى تنبذ إليهم على سواء { إن الله لا يحب الخائنين } .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد ، وكان يسير حتى يكون قريبا من أرضهم ، فإذا انقضت المدة أغار عليهم ، فجاءه عمرو بن عبسة فقال : الله أكبر وفاء لا غدر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمرها أو ينبذ إليهم على سواء " قال : فرجع معاوية بالجيوش .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال : ثلاثة المسلم والكافر فيهن سواء . من عاهدته فوفى بعهده مسلما كان أو كافرا فإنما العهد لله ، ومن كانت بينك وبينه رحم فصلها مسلما كان أو كافرا ، ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلما كان أو كافرا .