إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (61)

{ وَإِن جَنَحُواْ } الجُنوحُ الميلُ ومنه الجنَاح ويعدّى باللام وبإلى ، أي إن مالوا { لِلسَّلْمِ } أي للصلح بوقوع الرهبةِ في قلوبهم بمشاهدة ما بكم من الاستعدادِ واعتادِ العتاد { فاجنح لَهَا } أي للسلم ، والتأنيثُ لحمله على نقيضه قال : [ البسيط ]

السِّلمُ تأخذ منها ما رضيتَ به *** والحربُ يكفيكَ من أنفاسها جُرَعُ

وقرىء فاجنُحْ بضم النون { وَتَوَكَّلْ عَلَى الله } ولا تخَفْ أن يُظهروا لك السلمَ وجوانحُهم مطويةٌ على المكر والكيد { أَنَّهُ } تعالى { هُوَ السميع } فيسمع ما يقولون في خلواتهم من مقالات الخِداع { العليم } فيعلم نياتِهم فيؤاخذهم بما يستحقونه ويردُّ كيدَهم في نحرهم والآيةُ خاصّةٌ باليهود وقيل : عامة نسختها آيةُ السيف .