ولما بيّن تعالى ما يرهب به العدوّ من القوّة ، والاستظهار بيّن جواز الصلح بقوله تعالى :
{ وإن جنحوا } أي : مالوا { للسلم } أي : الصلح { فاجنح } أي : فمل { لها } وعاهدهم ، وتأنيث الضمير في لها لحمل السلم مع أنه مذكر على ضدّه وهو الحرب قال الشاعر :
السلم تأخذ منها ما رضيت به *** والحرب يكفيك من أنفاسها جُرَعُ
فأنث ضمير السلم ، في تأخذ حملاً على ضدّه وهو الحرب ، وعن ابن عباس هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله } ( التوبة ، 29 )
وعن مجاهد بقوله تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } ( التوبة ، 5 )
وقال غيرهما : الصحيح إنّ الأمر موقوف على ما يرى فيه الإمام صلاح الإسلام ، وأهله من حرب أو سلم وليس بحتم أن يقاتلوا أبداً أو يجابوا إلى الهدنة أبداً وهذا ظاهر .
وقرأ شعبة بكسر السين ، والباقون بالفتح { وتوكل على الله } أي : فوض أمرك إليه فيما عقدته معهم ؛ ليكون عوناً لك في جميع أحوالك { إنه هو السميع } ؛ لأقوالهم فهو يسمع كل ما أبرموه في ذلك ، وفي غيره كما يسمعه علانية { العليم } بنياتهم فهو يعلم كل ما أخفوه كما إنه يعلم كل ما أعلنوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.