الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (71)

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { والمؤتفكات } قال : قوم لوط ، ائتفكت بهم أرضهم فجعل عاليها سافلها .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } يدعون إلى الإِيمان بالله ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله { وينهون عن المنكر } ينهون عن الشرك والكفر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من فرائض الله كتبها الله على المؤمنين .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } قال : إخاؤهم في الله يتحابون بجلال الله والولاية لله .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والطبراني عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة » وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عثمان مرسلاً .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى « أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان يوم القيامة ، فأما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير ، وأما المنكر فيقول لأصحابه : إليكم وما تستطيعون له إلا لزوماً » .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « رأس العقل بعد الإِيمان بالله مداراة الناس ، ولن يهلك رجل بعد مشورة ، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ، أن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر ، فيأتي صاحبه إذا انشق قبره فيمسح عن وجهه التراب ويقول : ابشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته ، لا يهولنَّك ما ترى من أهوال يوم القيامة . فلا يزال يقول له : احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط ، فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ، ثم يثنى عنه المعروف فيتعلق به فيقول : يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت ؟ فيقول له : أما تعرفني ؟ ! فيقول : لا . فيقول : أنا المعروف الذي عملته في الدنيا ، بعثني الله خلقاً لأجازيك به يوم القيامة » .

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم ، فإن اللعنة تنزل عليهم ، يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً ، فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ، ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيى به أهلها ، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة » .

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم « اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم » .

وأخرج الحاكم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين ، ثم أمر منادياً ينادي : ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا . فيقومون . حتى يقفوا بين يدي الله ، فيقول الله : أنتم أهل المعروف في الدنيا ؟ فيقولون : نعم . فيقول : وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فادخلوه الجنة حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا » .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن بلال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل معروف صدقة ، والمعروف يقي سبعين نوعاً من البلاء ويقي ميتة السوء ، والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة ، فالمعروف لازم لأهله والمنكر لازم لأهله ، يقودهم ويسوقهم إلى النار » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن أحب عباد الله إلى الله عز وجل من حبَّب إليه المعروف وحبَّب إليه فعاله » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله جعل للمعروف وجوهاً من خلقه ، وحبب إليهم فعاله ووجه طلاب المعروف إليهم ، ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها ، وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله ، وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها ، وما يعفو الله أكثر » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء ، وعليكم بصدقة السر فإنها تطفىء غضب الله عز وجل » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل معروف صدقة » .

وأخرج ابن أبي شيبة والقضاعي والعسكري وابن أبي الدنيا من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل معروف صدقة ، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقه ، وما وقى به عرضه كتب له به صدقة ، وقد قيل لمحمد بن المنكدر ما يعني ما وقى به عرضه ؟ قال : الشيء يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى » .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كل معروف يصنعه أحدكم إلى غني فقير فهو صدقة » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كل معروف صدقة » .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن جابر الجعفي رفعه قال : المعروف خلق من خلق الله تعالى كريم .